مليار دولار حجم صادرات الدواء ومستحضرات التجميل العام الماضي ٢٠٢٣
مستهدف افتتاح أكبر مدينة للخامات الدوائية منتصف العام الجاري
توطين وتعميق صناعة الدواء والربط بين البحث العلمي والصناعة وتوفير العملة الصعبة أبرز تحديات صناعة الدواء في مصر
أكد الدكتور محيي الدين حافظ عضو مجلس إدارة إتحاد الصناعات ورئيس شعبة الأدوية بالإتحاد، ووكيل المجلس التصديري للصناعات الدوائية، وعضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، على أن مصر قامت العام الماضى بتصدير الدواء ومستلزمات
التجميل المصري، لأكثر من ٧٠ دولة في العالم بقيمة صادرات بلغت مليار دولار ، مشيرا إلى أن مصر تمتلك ١٩٢ مصنعا للدواء، تغطي ما يزيد عن ٩٠% من احتياجات الوحدات والكميات المنتجة، كما تغطي ما يقرب من ٨٣% من احتياجات القيمة.
وقال حافظ في مداخلة هاتفية في أولى حلقات الموسم الثالث من برنامج ( الي بنى مصر)، مع الكاتبة الصحفية مروة الحداد على ( راديو مصر )، أن صناعة الدواء في مصر صناعة إستراتيجية هامة، وأن الأمن المصري الدوائي لا يقل أهمية عن الأمن الغذائي.
وأضاف حافظ أن لجنة الصحة في مجلس الشيوخ، قامت بإعداد إستراتيجية كاملة لقطاع الدواء، بهدف توطين وتعميق هذه الصناعة في مصر، موضحا أن قطاع الدواء لا يقتصر على صناعته فقط، وإنما يشمل التعليم والصناعة والتوزيع والصيدليات، بالإضافة إلى التصدير وقوانين مزاولة المهنة، والربط بين البحث العلمي الأكاديمي والصناعة، بهدف مواجهة كافة التحديات التي تواجه هذه الصناعة.
وأوضح أن هذه الدراسة تم الانتهاء من إعداد صياغتها النهائية وفقا لرؤية مصر ٢٠٣٠، تمهيدا لعرضها على رئيس الجمهورية خلال الايام القليلة المقبلة.
وأكد حافظ على أن مصر لها دور ريادي في صناعة الدواء، مما يجعلها تتفوق على جميع البلدان المجاورة، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الاستراتيجية هو استعادة هذه المكانة الدولية مرة أخرى والوصول لمرحلة التوطين والتعميق، عن طريق نقل تكنولوجيا الأدوية التي لم تكن تصنع في مصر من قبل، بالإضافة إلى زيادة المكون المحلي في المنتج الدوائي المصري.
وأضاف أن تعميق الصناعة يعني صناعة خامات الأدوية ومواد التعبئة والتغليف، مشيرا إلى أنه تم البدء بالفعل في تحقيق مفهوم توطين وتعميق صناعة الدواء في مصر في مجال تصنيع الخامات، مشيرا أنه خلال نصف العام الحالي ٢٠٢٤، سيتم افتتاح واحدة من أكبر شركات مصر في إنتاج خامات الدواء وهي مدينة الخامات الدوائية، والتي من مستهدف أن تكون من أهم العناصر المؤدية للتعميق، بجانب توفر العديد من الشركات الدوائية، بالإضافة إلى إتجاه القطاع الخاص حاليا لصناعة الأدوية الحيوية.
وأشار حافظ إلى أن الأدوية الحيوية تعتبر أدوية المستقبل، حيث يتم تصنيعها من الميكروبات والكائنات الدقيقة، مؤكدا على أنه يوجد حاليا ما يقرب من ٥ مصانع تعمل بكامل طاقتها، بالإضافة إلى مصنعين يعملون بالفعل منذ فترة طويلة، ولكن حجم إنتاجهما لم يكن كافيا لتغطية الاحتياجات، موضحا أنه بدخول هذه المصانع الجديدة سيتم الاتجاه بقوة نحو منطقة هامة جدا، وهي صناعة الأدوية البيولوجية، التي تعتبر من أهم وأكبر تحديات صناعة الدواء في مصر، بجانب تحدي توفير العملة الصعبة.
وذكر أن هناك العديد من الموضوعات تم طرحها في استراتيجية الدواء، مثل الربط بين البحث العلمي والصناعة، مؤكدا على أن مصر تصنف واحدة من أهم ١٥ دولة على مستوى العالم، في إنتاج الأبحاث العلمية التطبيقية، متسائلا كيف لمصر بكل ما لديها من هذه الأبحاث العلمية، من عدم إنتاج أدوية مصرية بمكونات وأيادي مصرية بالكامل، مؤكدا على أن هذا ما تستهدفه إستراتيجية قطاع الدواء خلال المرحلة المقبلة.
وأشار حافظ إلى أن صناعة الدواء في مصر تعتبر صناعة عريقة، تمتد جذورها منذ عام ١٩٣٩، عندما أنشأ طلعت حرب أول سلسلة مصانع تحمل اسم مصر، موضحا أن مصانع الدواء المصرية كانت سابقا تقوم بتغطية ما يقرب من ٨٠% من قطاع الأعمال العام، حتى دخلت الشركات الأجنبية في أواخر الخمسينات في صناعة الدواء في مصر، ثم انضم القطاع الخاص في أوائل الثمانينات من القرن الماضي لهذه الصناعة، لافتا إلى تواجد جميع شركات الأدوية الأجنبية الكبيرة حاليا في السوق المصري.