ارتفعت أسعار الذهب خلال تداولات اليوم الخميس بدعم من توقف الدولار عن التعافي قبل صدور بيانات النمو والتضخم الأمريكية، بينما نجد أن التوقعات تشير إلى إمكانية حدوث تصحيح في أسعار الذهب إذا جاءت البيانات أقل من المتوقع.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.4% لتسجل اعلى مستوى عند 2521 دولار للأونصة لتتداول حالياً عند المستوى 2515 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 2506 دولار للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
يأتي ارتفاع سعر الذهب اليوم بعد التراجع الذي سجله يوم أمس بنسبة 0.8% ليسجل أدنى مستوى عند 2493 دولار للأونصة، إلا أن الذهب استطاع اغلاق التداول للجلسة الرابعة على التوالي فوق المستوى 2500 دولار للأونصة.
التوقعات تشير أن الذهب قد يلجأ إلى التصحيح السلبي ويتراجع إلى مستويات 2480 دولار للأونصة في حال خففت أي البيانات الأمريكية من توقعات خفض أسعار الفائدة، وذلك بسبب حاجة الذهب إلى تصحيح سلبي لتجميع الزخم الكافي للعودة إلى الصعود وتسجيل مستويات تاريخية جديدة كما هو متوقع.
و على المدى القصير إلى المتوسط نجد أن كل التوقعات إيجابية بالنسبة لأسعار الذهب خاصة مع التحول في سياسة البنك الفيدرالي الأمريكي وإقدامه على خفض أسعار الفائدة كما هو متوقع في شهر سبتمبر القادم.
كان الطلب على الملاذ الآمن عاملاً في مرونة الذهب خلال الأيام الماضية، حيث أظهرت التوترات في الشرق الأوسط القليل من علامات التراجع، في حين أضاف تعليق إنتاج النفط في ليبيا المزيد من عدم اليقين.
أيضاً تزايد الطلب الملاذ الآمن في الأسواق بسبب انخفاض أسهم شركة Nvidia عملاق التكنولوجيا في الولايات المتحدة، مما أثار خسائر في أسواق الأسهم بشكل كبير بسبب المخاوف من تباطؤ موجة مكاسب الذكاء الاصطناعي.
لكن التركيز حتى نهاية الأسبوع سيكون بشكل مباشر على المزيد من الإشارات الاقتصادية الأمريكية. ومن المقرر صدور تعديل جديد على بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثاني في وقت لاحق من اليوم الخميس، بعد أن أظهرت قراءة أولية صدرت الشهر الماضي أن الاقتصاد ظل قويًا في الربع الثاني.
ستتم أيضاً مراقبة بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي عن كثب يوم الجمعة. حيث يعد المؤشر مقياس التضخم المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي ومن المرجح أن تؤثر في توقعات خفض أسعار الفائدة.
التصريحات الأخيرة من رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول أفادت أن الوقت قد حان لتغيير السياسة النقدية في ظل ثقة البنك الفيدرالي أن معدل التضخم في طريقه إلى التراجع لمستهدف البنك عند 2% بشكل مستدام.
قال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوسيك يوم الأربعاء إنه مع انخفاض التضخم وارتفاع البطالة، فقد يكون الوقت قد حان للتحرك بشأن خفض أسعار الفائدة، رغم أنه لا يزال حذرًا.
توقعات الأسواق المالية تشير جميعها إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك الفيدرالي القادم في سبتمبر، والاختلاف على مقدار هذا الخفض وسط تضارب في التوقعات بين خفض 50 نقطة أساس أو 25 نقطة أساس.
أيضاً وتيرة خفض الفائدة حتى نهاية العام تمثل توتر في الأسواق المالية، فهل سيلجأ الفيدرالي الأمريكي إلى خفض الفائدة خلال الثلاث اجتماعات المتبقية للبنك هذا العام، أم سيكتفي بخفض الفائدة في سبتمبر فقط ويعود لمراقبة المستجدات.
بشكل كبير من المتوقع ألا يجيب رئيس البنك الفيدرالي جيرو باول على هذا التساؤل في حديثه الصحفي عقب اجتماع البنك في سبتمبر، وأن يكتفي بالإشارة إلى اعتماد قرار البنك على البيانات الاقتصادية التي تصدر قبل كل اجتماع، ولكن مخطط النقاط الذي يظهر توقعات أعضاء البنك بشأن أسعار الفائدة قد يقوم بهذه المهمة.
عاد سعر الذهب المحلي إلى الارتفاع خلال تداولات اليوم الخميس وذلك بعد الانخفاض الذي شهده يوم أمس، حيث وجد الذهب الدعم من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي اليوم ليعود السعر المحلي إلى التأثر بالتغيرات في السعر العالمي في ظل التغيرات الطفيفة في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الخميس عند 3455 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند نفس المستوى، وذلك بعد أن انخفض سعر الذهب يوم أمس بمقدار 5 جنيهات حيث اغلق تداولات الأمس عند 3445 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند 3450 جنيه للجرام، وفق جولد بيليون.
ارتفاع سعر الذهب المحلي اليوم يدل على عودة السعر إلى الارتفاع بالتغيرات التي يشهدها سعر الذهب العالمي وذلك بعد عاد سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية إلى الاستقرار بعض الشيء ليشهد تغيرات محدودة على مدار اليوم.
استقر سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية اليوم عند متوسط 48.72 جنيه لكل دولار، ليرتفع قرشين فقط عن متوسط يوم أمس، وفي ظل هذا التغيرات الضعيفة في سعر الصرف عاد سعر الذهب المحلي إلى الاستجابة للتغيرات في سعر الذهب العالم.
التوقعات تظل إيجابية بشكل كبير لأسعار الذهب المحلي بسبب الارتفاع المرتقب لسعر الذهب العالمي إلى جانب استمرار الضغوط التضخمية في مصر والتوترات الجيوسياسية المحيطة، وهو ما يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن ومخزن للقيمة بالنسبة للمصريين.