تحرك سعر الذهب العالمي بشكل ضعيف خلال تداولات اليوم بعد أن تراجع يوم أمس، وذلك في ظل ترقب الأسواق لاجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي في وقت لاحق من جلسة اليوم، بينما تعيد الأسواق تقييم توقعاته لخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
افتتح سعر أونصة الذهب العالمي تداولات اليوم الأربعاء عند المستوى 2570 دولار للأونصة ليتداول بالقرب من هذا المستوى وكان قد سجل أعلى مستوى عند 2576 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2565 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن تراجع سعر الذهب يوم أمس بمقدار 0.5% حيث تأثر سعر الذهب بشكل سلبي من جراء صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية بأفضل من التوقعات، الأمر الذي ساعد على تقليل المخاوف بشأن تباطؤ النمو ومعدلات الإنفاق من قبل المستهلكين، بحسب التحليل الفني لجولد بيليون.
وارتفع الدولار الأمريكي أمس بعد سلسلة تراجع من 3 جلسات متتالية، هذا بالإضافة إلى تعافي في العائد على السندات الحكومية الأمريكية الأمر الذي أدى إلى تراجع أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط الذهب مع كلا منهما.
أيضاً رأى المستثمرون أن الأسواق تقوم بتقييم احتمالات خفض أسعار الفائدة بشكل مبالغ فيه من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبالتالي أدى هذا إلى تراجع التوقعات بعض الشيء ليؤدي إلى تراجع الذهب بعيداً عن أعلى مستوياته التاريخية التي سجلها هذا الأسبوع عند 2589 دولار للأونصة.
من جهة أخرى تنتظر الأسواق اليوم اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي والذي من المتوقع أن يشهد خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 4 سنوات، حيث تشير التوقعات إلى احتمال بنسبة 60% أن يقوم البنك بخفض 50 نقطة أساس، واحتمال آخر بنسبة 40% أن يخفض البنك 25 نقطة أساس.
أسواق الذهب تم تسعيرها على خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهناك ضغوطاً تواجه الذهب أن توقعات السوق متفائلة للغاية بشأن قيام البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل حاد، وإذا لم يحدث ذلك فقد نشهد ارتفاع العائدات والدولار بشكل كبير، مما يخلق ضغوطًا على الذهب.
إذا أقدم البنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس وأشار في توقعاته بخفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس في المستقبل، فقد ينخفض الذهب إلى ما دون مستوى 2570 دولار.
يذكر أن الذهب يحقق استفادة من بيئة خفض أسعار الفائدة لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
لكن قد نشهد انهيار في أسعار الذهب كما يتوقع البعض وذلك بسبب العوامل الأخرى التي تدعم المعدن النفيس وعلى رأسها كونه الملاذ الآمن في ظل التوترات السياسية والجيوسياسية المتواجدة حالياً على الساحة الدولية.
عدم اليقين المصاحب لانتخابات الرئاسة الأمريكية بالإضافة إلى التوترات المستمرة في الشرق الأوسط تبقي الطلب على الذهب كملاذ آمن عند أعلى حالاته.
هذا بالإضافة إلى ارتفاع الطلب من قبل صناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب، حيث أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب بمقدار 11.6 طن ذهب خلال الأسبوع المنتهي في 13 سبتمبر، وذلك بعد أن كان الأسبوع السابق يظهر تدفقات خارجة من الصناديق بمقدار – 0.5 طن ذهب.
تبقى التدفقات النقدية الأكبر من خلال صناديق أمريكا الشمالية بمقدار 9.3 طن ذهب، تليها صناديق أوروبا بمقدار 1.5 طن ثم الصناديق الأسيوية بمقدار 0.5 طن.
يستمر سعر الذهب المحلي في التراجع خلال تداولات اليوم الأربعاء وذلك بعد تراجع يوم أمس في سعر أونصة الذهب العالمي بالإضافة إلى بقاء الطلب الضعيف على الذهب المحلي، بينما نجد أن ارتفاع سعر صرف الدولار اليوم في البنوك قد ساهم في تذبذب سعر الذهب اليوم.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 3465 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 3460 جنيه للجرام، وكان السعر قد انخفض يوم أمس بمقدار 17 جنيه حيث اغلق عند المستوى 3458 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 3475 جنيه للجرام.
انخفض سعر الذهب العالمي منذ جلسة الأمس، وهو الأمر الذي تسبب في تراجع السعر المحلي اليوم، بينما نجد أن سعر صرف الدولار قد ارتفع اليوم ليتداول عند متوسط 48.57 جنيه لكل دولار ولكنه لم يدعم ارتفاع سعر الذهب.
الجدير بالذكر أن الطلب المحلي على الذهب قد شهد تراجع خلال الفترة الأخيرة بسبب الظروف الاقتصادية ودخول موسم المدارس الذي دفع بعض المستهلكين إلى عمليات البيع العكسي للذهب للحصول على سيولة نقدية.
هذا وقد صرحت هيئة الرقابة المالية أن عدد المستثمرين في صناديق الاستثمار في الذهب قد وقل إلى 131 ألف مستثمر حتى شهر أغسطس الماضي، لتصل الاستثمارات الإجمالية إلى 925 مليون جنيه.
وتشير الهيئة إلى أن صناديق الاستثمار في الذهب تساعد المصريين على الاستثمار في الذهب بشكل آمن ومناسب لجميع الفئات.
تداول الذهب العالمي خلال جلسة اليوم بشكل ضعيف حيث تنتظر الأسواق اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي اليوم، وهو ما يمنع المستثمرين من اتخاذ مراكز جديدة على الذهب قبل أن تصدر نتائج الاجتماع اليوم.
تراجع سعر الذهب المحلي بالتزامن مع تراجع سعر الذهب العالمي يوم أمس، بالإضافة إلى تراجع الطلب على الذهب خلال الفترة الأخيرة، بينما من جهة أخرى عاد السعر إلى التذبذب في تداولات ضعيفة خلال جلسة اليوم بعد أن وجد دعم محدود من ارتفاع في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية.
تراجع سعر الذهب العالمي ليتداول تحت المستوى 2570 دولار للأونصة وهو ما يزيد من الضغط السلبي على أسعار الذهب، خاصة بعد ان تراجع مؤشر الزخم إلى منطقة حيادية الأمر الذي يدل على انتظار السعر لحافز خارجي ليدعم حركة السعر في اتجاه محدد.
استمر سعر الذهب المحلي عيار 21 في التراجع ليتداول حالياً تحت المستوى 3470 جنيه للجرام، ويبقى مستوى الدعم عند 3450 جنيه للجرام، بينما نجد أن السعر المحلي يفقد الدعم في ظل تراجع الزخم.